top of page
11.png

اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف

  • بزاف
  • 1 أغسطس
  • 4 دقيقة قراءة
ree


كحراك فكري ثقافي كنا في قلب الصراع منذ اكثر من عشرة أعوام ، وانجزنا الكثير بخصوص معرفة حالة الحركة السياسية الكردية السورية كماهي على ارض الواقع ، واوجه ازمتها الداخلية على الصعيد الذاتي خصوصا ( الفكرية ، السياسية ، التنظيمية ) ، والسبيل الى حلها ، وإعادة بنائها من جديد .


لسنا حزب او تنظيم سياسي هرمي تقليدي غير مستقل عاجز عن انجاز وظائفه حتى نعلن عن حل – انفسنا – ، نحن الضمير الحي لشعبنا ، وسننبض من اجل الحقيقة، وفي سبيل تحقيق التغيير ، ونشر الوعي بصورة متواصلة دون توقف ، قدمنا لشعبنا في الفترة الماضية – قرابة عشرة أعوام - وحتى اللحظة مشروعا قوميا وطنيا متكاملا ، تم تعديله عبر الاليات الديموقراطية التشاورية خمس مرات ، يستند الى التحليل العلمي الموضوعي ، يربط الحاضر بالماضي ، ليستشرف المستقبل ، ينشد التغيير في الفكر ، والممارسة السياسية ، ويركز على الرئيسي الأهم وهو إعادة بناء الحركة السياسية الكردية ، واستعادة وحدتها ، وشرعيتها الشعبية ، ودورها الوطني في بناء الوطن ، والشراكة في السلطة والقرار في عهد الحرية منذ الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤ .


قدمنا مشروع – حراك بزاف – الى جانب خطوات مكملة من عشرات المبادرات ، والمقترحات ، الموجهة الى اكثر من طرف : الساحة الكردية ، أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ،الإدارة الانتقالية منذ التحرير ، واسقاط الاستبداد ، كما واكبنا كل ذلك من خلال نحو مائة لقاء حي وافتراضي شملت بالإضافة الى الداخل الوطني جغرافية كردستان العراق ، وأوروبا ، ومختلف البلدان التي يتوزع فيها الكرد السورييون .


وضعنا أساسا غنيا لمصادر الوعي الفكري والثقافي ،والسياسي ، ووثقنا كل ماقمنا به ، وماطرحناه ،وماناقشناه طوال الأعوام الماضية ، في موقع متاح للمتابعة وهو موقع " بزاف "  www.bizav.org    ، كما تضمنت غالبية الأجزاء العشرة من مذكرات الأستاذ صلاح بدرالدين الصفحات الأساسية من تلك الوثائق .


محاولتنا الأساسية هي توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، ولم تتحقق طموحاتنا في عقده بإقليم كردستان العراق قبل أعوام ، ولا داخل الوطن وفي مناطقنا  رغم جهودنا في الأشهر الأخيرة ، ومازلنا ننتظر حدوث ذلك في عاصمة بلادنا دمشق ، والى حين تحقيق ذلك ستنكب لجان متابعة مشروع حراك " بزاف" على متابعة التطورات ، وإعادة قراءة مشروعها ،وبحث ومناقشة الخيارات المتعددة المتاحة ، والسبل الكفيلة بتحقيق خطوات باتجاه عقد حوار مثمر ومنتج بين ممثلي  الكرد السوريين الشرعيين و العهد الجديد .


ان مايجري الان من إخفاقات لاحزاب الطرفين بشان التمثيل الكردي السوري ، والتحدث باسمه امام الإدارة الانتقالية بدمشق ، مردها كما هو معلوم ان هذه الأحزاب لاتحظى بالشرعية الشعبية في المحيط الكردي السوري ، وانها رفضت عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع حيث فضلت مصالحها الخاصة على مصلحة المجموع ، ولاتعبر بشكلها الحالي عن إرادة الغالبية لا سابقا ولا الان ، وان طرف – قسد – والمسميات الأخرى الذي يتصدر المشهد محكوم بوظيفة خارجية إقليمية ، ولا ينفك عن تعقيدات ، واشكاليات الارتباط بالحزب الام – ب ك ك – الذي يشهد تطورات دراماتيكية عنوانها الأول الحل ، وتسليم السلاح ، وبهذه الحالة على هذا الطرف دفع الثمن المطلوب أيضا أي الاقتداء بمركز قراره .


سنواصل جهودنا الإعلامية ، والمنهجية في سبيل فصل القضية الكردية السورية عن تطورات ، وتعقيدات ، واستعصاءات المجموعات " السورية " التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك - ، والحيلولة دون ان يدفع شعبنا ثمن مغامرات الاخرين ، او تصبح قضيته ضحية لمصالح أحزاب ومجموعات لم تخدم يوما نضالنا القومي والوطني ، والديموقراطي ، نحن الكرد السورييون جزء لايتجزء من التحولات الوطنية في بلادنا ، وشركاء في تحمل المسؤوليات ، وأداء الواجبات ، ومع الحوار والتفاهم مع العهد الجديد ، لتحقيق سوريا جديدة تعددية ديموقراطية حرة .


بعد احداث السويداء ماهو السبيل لحل الازمة الوطنية ؟


يجب مراجعة ماحصل في الساحل والسويداء من جانب الإدارة الحاكمة ، واجراء التحقيقات النزيهة اللازمة ، وتقديم الجناة من أي طرف كان للمحاكم العادلة ، يجب استكمال انجاز اهداف الثورة بتحقيق  التغيير الديموقراطي  في الحياة السياسية ، تطبيق مبدأ التشاركية بافساح المجال لجميع من عارض ، وثار ضد الاستبداد والعمل المشترك من اجل تحقيق الأهداف الأخرى مثل العدالة الانتقالية ، والمضي بالعملية السياسية ، وإعادة بناء المؤسسات ، والاعمار ، وعودة اكثر من نصف الشعب السوري الى الوطن ، واجراء الانتخابات البرلمانية ، وكل هذه الأهداف ، والمهام السامية لن تتحقق من دون المشاركة الوطنية الشاملة . 


نعم خلف نظام الاستبداد البعثي – الاسدي طوال حكمه الذي دام اكثر من نصف قرن – الخراب – وتراكم المشاكل ، والفتن القومية ، والدينية المذهبية ، وحتى المناطقية ، والخطيئة الأعظم التي اقترفها النظام المقبور هي انكار التعددية القومية ، والثقافية ، والاجتماعية ، بل محاولة تغيير ليس التركيب القومي في بعض المناطق فحسب بل محاولة القضاء على الاخر المختلف سياسيا ، ومذهبيا أيضا بقوة الحديد والنار ، والقرارات التعسفية ، لذلك من اول واهم الواجبات والمهام الوطنية ادانة وتعرية تلك الخطيئة ، وعدم السماح بتكرارها مرة أخرى .


ولابد من التخلص من " عقدة " اللون الواحد ،وافساح المجال لتحقيق التشاركية الوطنية ، وتوفير الآليات المناسبة العملية لتحقيقه ، واذا كان هناك هدامون ، واشرار في هذا المكون او ذاك فلا تنكروا وجود وطنيين ، ومناضلين ، واحرار أيضا في سائر الجغرافيا الوطنية ، والمبدأ ينطبق على فصيل – جبهة النصرة –أيضا ، وفي جميع الأحوال لن تتوفر مصداقية التقييم والفرز الا عبر المؤسسات الوطنية الديموقراطية المنتخبة. ومن الضروري إعادة النظر في مسالة تحديد الفترة الانتقالية بخمسة أعوام ، واقتصارها على مدة زمنية اقصر بكثير وذلك حفاظا على الوحدة الوطنية ، ودرء لاية اخطار قادمة ، داخلية وخارجية .


حتى لاتتكرر – الخطايا – ولا تنشأ جروحا أخرى نازفة كما حصل في الساحل سابقا ، والسويداء لاحقا ، من الواجب الاعتراف الرسمي والصريح والدستوري والقانوني بان سوريا بلد متعدد الاقوام ، والثقافات ،والأعراف ، والعقائد ، والخصوصيات ، وان هذه المكونات هي التي تشكل النسيج الوطني التاريخي ، والقاعدة الأساسية للوحدة الوطنية التي ستنطلق منها سوريا الجديدة . 


الخطوة التالية المكملة هي التعامل ، والتفاعل مع ذلك الواقع على الأرض بآليات عملية شفافة ، وليس عبر التستر ، والتمرير تحت غطاء ( حقوق المواطنة ) كشعار فضفاض فقد مضمونه وحتى احترامه  منذ زمن الاستبداد .


مازالت الغالبية العظمى من الوطنيين السوريين لم تفقد الامل في إعادة الأمور الى نصابها ، ومازال هناك متسع من الوقت للتامل  والمراجعة .

 ختاما نهنئ شعبنا بالذكرى الستين للكونفرانسالخامس عام ١٩٦٥ الذي تصادف الخامس من آب القادم ، وندعو الى وقفة مراجعة نقدية بالعمق لمعاني ذلك التحول الاعمق الأهم بتاريخ حركتنا السياسية الكردية السورية .


لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "

تعليقات


bottom of page