اللقاء الواحد بعد المائة للجان تنسيق " بزاف "
- بزاف
- قبل يومين
- 4 دقيقة قراءة

عقدت لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي ( ١٠١ ) وتوصلت الى الاستنتاجات التالية :
أولا - بمضي الوقت تثبت الاحداث صحة ماذهبنا اليه في حراك " بزاف " ، حول اشتداد خطورة حاضر ومستقبل الكرد السوريين في ظل الفراغ الناشئ بسبب استمرارية ، وتعمق حالة التشرذم والانقسام في هيكلية الحركة السياسية الكردية السورية ، وغياب ليس الممثلين الشرعيين المنتخبين من الشعب الكردي فحسب ، بل الافتقاد الى المشروع السياسي الموحد المعبر عن طموحات ، وآمال الغالبية الساحقة ، فاحزاب طرفي ( الاستعصاء ) التي بدأت تفقد ليس ثقة الأوساط الشعبية الواسعة يوما بعد يوم بل حتى اهتمام مانحيها خارج الحدود ، وتعجز عن تقديم نفسها كمحاور باسم الكرد ، ولم تعد مقبولة من الأطراف المعنية بالملفين السوري والكردي ، بالإضافة الى ذلك فان جماعات ب ك ك ، من قسد – والمسميات الأخرى ، مازالت تشكل مصدرا من مصادر القلق لدى المواطنين في مناطق نفوذها المحصنة بكل أنواع السلاح ، في شمال شرق سوريا ، وبعض المدن والمراكز ، خشية اندلاع المواجهات العسكرية ، وفتح الطريق للتدخلات الخارجية وخاصة التدخل العسكري من جانب تركيا التي ترتبط باتفاقيات امنية قديمة وجديدة مع الإدارة الانتقالية بدمشق .
كما ان الفراغ السياسي الناشئ ، والقلق الشعبي على المصير ، ومواصلة الأحزاب في الاساءة للشخصية الوطنية الكردية السورية الاعتبارية بالارتباط اكثر بالاجندات خارج الحدود ، خلق نوعا من الفوضى الهدامة في مضامين الخطاب السياسي ، والثقافي لدى أوساط ( نخبوية !) ليست بالقليلة في ساحتنا الكردية السورية ، بحيث أصبحت المسافة في غاية – الزئبقية – بين المزايدة والمناقصة في وقت واحد ، وبات هم البعض المضي قدما في تضليل – القطيع – بالوعود الخلابة وتهييجه ، وارضائه على حساب الحقيقة والواقع .
ان استمرارية الحالة الكردية الراهنة من جهة ، وتباطؤ الإدارة الانتقالية الحاكمة في معالجة الملف الكردي بشكل جاد وحاسم ، من شأنها الحاق الأذى بمجمل العملية السياسية في البلاد ، والتاثير السلبي على مستقبل الوحدة الوطنية ، وتهديد الإنجاز العظيم في اسقاط الاستبداد ، وافساح المجال للمزيد من التدخلات الخارجية في الشأن الوطني الداخلي ، ونخص بالذكر التدخل الإسرائيلي .
وفي هذا السياق نعيد الى اذهان الشركاء بدمشق بان الدرب الوحيد للخروج من المأزق بشان الملف الكردي ،والحل الأمثل ، والواقعي هو العمل على توفير شروط عقد مؤتمر كردي سوري جامع في العاصمة دمشق ،لاقرار المشروع الكردي للسلام ، وانتخاب من يمثل الارادة الكردية الشرعية من اجل التحاور الهادئ والتوصل الى حلول توافقية لمصلحة الكرد والوطن .
ثانيا – مبادرة الرئيس الأمريكي ببنودها العشرين ، والتي تمخضت عنها كل من اتفاقية السلام بين إسرائيل وحركة حماس ، بوقف الحرب بغزة ، وتبادل المختطفين والأسرى من الجانبين والانتقال الى مرحلة لاحقة لتسليم سلاح حماس ومغادرتها وهو بحد ذاته ضربة موجعة لجماعات الاسلام السياسي المسلحة من اذرع ايران ، وكذلك وثيقة مؤتمر شرم الشيخ بمصر الموقعة من جانب رؤساء أمريكا ، ومصر ، وتركيا ، وامير قطر ، تعتبر بمجملها حدثا محليا ، وإقليميا ، وعالميا سيسجله التاريخ كنقطة انطلاق نوعية نحو مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط ، قد لاتظهر نتائجها سريعا ، فبالاضافة الى التمهيد لحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني ، وإدانة العنصرية والإرهاب واضطهاد الشعوب ، ووقف الحرب المدمرة المستمرة منذ عامين في غزة ، فتحت المبادرة آفاقا جديدة من بينها قبول اكثر من ثلاثين دولة مؤثرة عربية ، وإسلامية ، وأوروبية إضافة الى أمريكا وبينها الصانعان فرنسا وبريطانيا ، والمعنيان تركيا والعراق ، اختراق اتفاقية سايكس – بيكو المنعقدة قبل اكثر من مائة عام ، وهذا يحصل للمرة الأولى ، ولذلك يجب اعتماد وثائق هذا الحدث الكبير من جانب شعوب المنطقة وفي المقدمة الشعب الكردي .
ثالثا – من الواضح ان سوريا الجديدة احوج ماتكون الى إعادة التواصل مع العالم الخارجي ، وبناء علاقات دبلوماسية لمصلحة الاقتصاد ، والاعمار ، والبناء ، على ان لاتكون على حساب اسس العدالة الانتقالية في الداخل ، وكرامة الشعب السوري وذاكرته بخصوص نحو أربعة عشر عاما من عمر ثورته المغدورة ، الدولة الناشئة منذ اشهر والتي لاتتحكم حتى الان بأكثر من نصف البلاد ، والخارجة توا من حروب دامت أربعة عشر عاما ، ولم ترفع بعد وبشكل كامل العقوبات الدولية التي صدرت ضد النظام المقبور ، ولاتمتلك شروط وأسباب ، ومصادر القوة في مسألة العلاقات المتوازنة بين دول العالم ، خصوصا ان الطغمة الدكتاتورية الحاكمة بموسكو الى جانب ايران ، كان الداعم الرئيسي عسكريا ، وامنيا ، واقتصاديا ، ودبلوماسيا لنظام الاستبداد ، ومعاديا للشعب السوري وثورته ، وموغلا بالاجرام عبر القصف والتدمير ، وغازيا محتلا لاراضي أوكرانيا ،ومهددا بالنووي لكل أوروبا ، وليس هناك مايبرر لاعادةالنفوذ الروسي ، بل يجب تعديل كل الاتفاقيات السابقة مع روسيا البوتينية ، وإلغاء بعضها ، ويجب ان لاننسى ان الغاء العقوبات على سوريا ، وإعادة الاعمار ، وازدهارها الاقتصادي ، وسلامة أراضيها ، لن يتم الا بدعم وموافقة أمريكا والغرب وحلفائهم بالمنطقة حيث وضعوا – الفيتو - على تواجد النفوذين الروسي ، والإيراني المستقبلي ، ثم ان البلدين لهما علاقة مباشرة بقضية العدالة الانتقالية داخل سوريا .
هناك قلق من المواطنين السوريين خصوصا ذوي الدخل المحدود بالعاصمة دمشق ومناطق أخرى من الارتفاع الجنوني لاسعار الكهرباء ، وبعض المواد التموينية الأخرى ، وهذا مؤشر خطير في هذه الظروف بالذات .
بالرغم من التردي الحاصل ، وكل عوامل القلق ، ليس امام الوطنيين الكرد السوريين بكل اطيافهم ، وتياراتهم الفكرية ، والسياسية ، والثقافية الا التمسك بخيار الحوار الهادئ ، بغية تعزيز المشتركات ، والتوافق حول الأهم في هذه المرحلة الشديدة الخطورة .
لجان متابعة مشروع حراك " بزاف "




تعليقات