عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادةبناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الرابع والثمانون ، وبعد بحث ومناقشة البنود الواردة بجدول اللقاء توصلت الى الاستنتاجات التالية :
أولا – بالرغم من محاولات أحزاب طرفي الاستقطاب في تجاهل معاناة الكرد السوريين ، جراء الأحوال المعاشية الصعبة ، والقلق على المصير ، وتفاقم الأوضاع الأمنية جراء القمع الداخلي ، وقصف المسيرات ، والهجرة الى المجهول ، ومواصلة افراغ المناطق ، الا ان الحالة العامة لم تعد تطاق ، واحوج ماتكون الى احتجاجات شعبية سلمية منظمة كما تحصل في مناطق سورية أخرىوممارسة الضغط للاستجابة لارادة الغالبية في اصلاح الأوضاع ، والعودة الى الاجماع القومي لمواجهة كل التحديات ، ونيل استحقاقات المرحلة .
فالتطورات الداخلية والإقليمية الخطيرة تتطلب تحركا مدروسا باتجاه توفير شروط تنظيم حوار كردي – كردي انقاذي ، من اجل التوصل الى برنامج قومي ووطني موحد ، ومرجعية ديموقراطية منتخبة تتناسب مع الأوضاع الاستثنائية الراهنة المحفوفة بالمخاطر المصيرية ، ومازال مشروع حراك " بزاف " بهذا الصدد يشكل الخيار الأنسب ، والأكثر قبولا لدى الغالبية الشعبية من الوطنيين الكرد المستقلين من النساء والرجال ، والذي لم يتجاوب معه حتى اللحظة مسؤولو أحزاب طرفي الاستقطاب ، ويضعون العراقيل في طريق تحقيقه ، لانهم بكل صراحة يرغبون في الحفاظ على مصالحهم الذاتية الخاصة وبشكل خاص المتنفذونمنهم الى جانب ابتزازهم لمحاور كردستانية خارج الحدود .
وفي هذا السياق يجدد المجتمعون دعوة مختلف الاطياف المستقلة في الصف الوطني الكردي السوري الى الحوار في منصة حراك " بزاف " حول قضية شعبنا ووطننا وقضايا الحركة الكردية السورية ، والبحث عن السبل الكفيلة لاعادة بنائها ، وذلك بدلا من البقاء متفرجين ، او الاكتفاء بتشخيص الخلل من دون البحث عن حل الازمة ، او انتظار – غودو – المنقذ ، او الانغماس في صراعات جانبية لانهاية لها .
ثانيا – نناشد مجددا مختلف أطياف شعبنا الكردي السوري وخصوصا المتعلمين منهم ، والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بان يواكبوا تطورات قضياهم الأساسية الكردية والسورية ، ويقدموا الحلول لازمة الحركة الكردية السورية ، وللقضية الوطنية السورية ، بدلا من زج انوفهم في أمور وراء الحدود لاتعنيهم ، وفي قضايا لها أصحابها والمعنييون بها ، فاذا كانت جماعات – ب ك ك – المستولية على بعض مناطقنا بقوة السلاح وأدوات القمع تسعى ان تفرض علينا نسيان عدونا الرئيسي وهو نظام الاستبداد الاسدي ، وتوجيه انظارنا الى أعداء افتراضيين جدد ، فان آخرين منافسين لتلك الجماعات يشاطرونها بشكل اخر عندما يقومون بالهاء الكرد السوريين بمواضيع لاتهمهم مباشرة ، وبذلك تلتقي أحزاب طرفي الاستقطاب على النهج المدمر ذاته .
ثالثا – يتاكد يوما بعد يوم فشل جميع الأطراف الممسكة بخيوط الماساة الوطنية السورية بدء من نظام الاستبداد الفاقد للسيادة ، والكرامة ، والموغل في جرائم اهراق دماء السوريين ، ومرورا بجميع سلطات الامر الواقع القمعية المدعومة منها من قوى الاحتلال الأجنبي او النظام ،والمتحكمة بمصائر المواطنين ، المصادرة للحريات العامة ، فبعد مرور اكثر من ثلاثة عشر عاما يتضح في كل المناسبات ان البقية الباقية من المواطنين في ديارهم ، او النازحين الى مناطق أخرى ترفض بشكل قاطع ليس وجود نظام الاستبداد فحسب ، بل كل اشكال سلطات الامر الواقع بكل اطيافها التي اثبتت انها اكثر سوء واستبدادا وظلامية من النظام البعثي الاسدي ، وان تجربتها الفاشلة اللاشرعية لاتشرفالوطنيين السوريين بكل مكوناتهم القومية ، وفي جانب اخر على معارضي النظام من جماعات ، وتيارات سياسية ، وشخصيات وطنية ، إعادة النظر في اطروحاتهم التي تجاوزها الزمن ، والتحلي بالديموقراطية ، والاعتراف بالاخر المختلف قوميا واجتماعيا وجودا وحقوقا ، والتمسك بالحوار ، والتشاور ، وبمبدأ التوافقية قبل الاقدام على اعلان المشاريع، والدعوة من طرف واحد الى مؤتمرات تتحدد برامجها مسبقا .
رابعا – شعب إقليم كردستان العراق يعتبر الوحيد في عصرنا الراهن الذي انتزع الفيدرالية كاحد تطبيقات مبدا حق تقرير المصير ، وتمكن من حل القضية الكردية بالعراق على أساس التوافق الكردي العربي ، والضمانات الدستورية ، ومن حق مؤسسات وقيادة الإقليم المنتخبة إدارة شؤونها ، وصيانة امنها واستقرارها ، وممارسة سياساتها لمصلحة شعب الإقليم ، وفي هذا السياق نعتبر زيارة الرئيس التركي –اردوغان – الى أربيل وبالشكل الذي تمت فيه تحولا تاريخيا في العلاقات الكردستانية التركية من شانها تحقيق مصالح الطرفين الاقتصادية ، والأمنية ، وتعميق وشائج حسن الجوار ، وصيانة الاستقرار والسلام ، ودلت الزيارة وما تفرع عنها عن شراكة الإقليم في مشروع ( طريق التنمية ) المستقبلي لدول وشعوب المنطقة المدعوم من اميركا وأوروبا ، حول التعاون الإقليمي بمجال المواصلات والنفط والغاز ، والتسويق .
وفي سياق متصل نثمن عاليا مبادرة إدارة الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق في أربيل ، في اجراء مقابلة هامة مع الأستاذ صلاح بدرالدين ، ونشر مضمونها باللغتين الكردية ، والعربية ، بالرغم من احتوائها على مصارحة نقدية لقيادة الإقليم في تعاملها مع الملف الكردي السوري ، ومطالبة اخوية علنية بإعادة النظر في ذلك ، ، على امل ان يتجاوب الأخ الرئيس مسعود بارزاني مع هذه المصارحة الأخوية ، ويدعم مشروع " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية من خلال عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
خامسا – الاستنتاج الأول من كل مايجري بين الدولة اليهودية ، وجمهورية ايران الإسلامية خصوصا منذ السابع من أكتوبر الماضي بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس ( حركة الاخوان المسلمين في غزة ) هو ان الطرفين يبحثان عن مصالحهما ، ويتوافقان عليها على الاغلب بشهادة واشراف الولايات المتحدة الامريكية ، وان نظام طهران يستغل القضية الفلسطينية ، ويستخدم دماء اهل غزة في سبيل حل مشاكلها مع اميركا والغرب ، ويستاجر مقاتلي حماس والجهاد ، كما استاجر نظام الأسد ، والحوثيين ، وحزب الله اللبناني ، وفصائل الحشد الشعبي العراقي وغيرها .... بالمال ، والسلاح ، وباسم الدين والمذهب ، كما ان روسيا والصين يستثمران الازمة بالشرق الأوسط ويقفان الى جانب نظام طهران للبحث عن مصالحهما في مواجهة الغرب ، وجميع هذه المناوشات ، والمناورات ، والمواجهات اللامبدئية ، وغير الاخلاقية ، ، تزيد مشاكل المنطقة استعارا ، ولن تجلب سوى الخراب ، والدمار لشعوبها قاطبة .
شعوب المنطقة تحتاج الى الخلاص من كل أنواع الاحتلالات الأجنبية ، ومن الأنظمة الدكتاتورية المستبدة الشوفينية ، ومن كل أنواع الميليشيات المسلحة المحلية والوافدة ، والى تقرير مصائرها بحرية ، والى السلام والاستقرار ، والبناء ، والتنمية ، والتصرف بمواردها ليس من اجل شراء الأسلحة بل للنهوض الاقتصادي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والعلمي .
لجان تنسيق حراك " بزاف "
٣٠ – ٤ – ٢٠٢٤
Comments