ليس سرا أن باكورة الاعلان عن مشروع ” اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – ” كانت بغاية الشفافية معتمدة على مبدأ الحوار المفتوح بين أوساط الجمهور الواسع النخبوي والشبابي والوطني المستقل والمسيس المتابع حول القضايا الرئيسية البرنامجية والفكرية والسياسية وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية الكردية والوطنية السورية ثم يتوج باالنقاش المتواصل الذي لم يتوقف في اللقاءات التشاورية بين حاملي وأصدقاء المشروع من مختلف الأطياف القومية والوطنية ونشطاء الشباب والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني في أماكن التواجد الكردي السوري في الوطن وخارجه ومن خلال التجربة العملية لسيرورة حلقات التشاور المعقودة في اقليم كردستان العراق وألمانيا ( حتى الآن ) يمكن تشخيص القضايا الرئيسية التي تدور حولها النقاش وسيستمر الى حين ومنها :
1 – حول مفهوم المشروع من جهة اعادة البناء ودور مختلف الفئات الاجتماعية وبينها المهمشة والجهات الداعمة سياسيا وماديا وفي سياق الحوار يظهر أن مسألة اعادة البناء تخص الشعب الكردي في سوريا وشبابه من رجال ونساء ومناضلوه هم الداعمون والحاضنون ولم يتم الاستئذان من أية جهة اقليمية أو دولية للبدء بالمشروع الطرف الوحيد الذي تم طرح المشروع عليه ومناقشته معه هم الأشقاء في اقليم كردستان العراق وفي مرحلة البناء ومقدمات وضع اللبنات الأولى لاأحد مخول بالتعاطي مع الأطراف الخارجية بقصد طلب الدعم المادي ( حيث كل شيء من هذا القبيل له ثمن ) وعندما يعقد المؤتمر وتنتخب قيادة شرعية فهي حرة باقرار مايلزم وتحمل المسؤولية أمامنا عدة خطوات لتحقيقها للانتقال الى مرحلة عقد المؤتمر ومازلنا ببداية الطريق والآمال معقودة على الشباب والمستقلين والناشطين في الداخل والخارج ولابد من حمل المسؤولية وبذل بعض الجهد حسب الاستطاعة طبعا يمكن توفير شروط نجاح المشروع أما انتظارالآخرين ليقوموا بأداء واجباتنا بدلا منا فلن نحقق نتائج مثمرة وسيكون شأننا شأن من فشلوا من الأحزاب الراهنة قبلنا .
2 – ويدور النقاش حول مسالة البعد الوطني السوري للمشروع حيث هو بنظر البعض قد ذهب بعيدا على حساب بعده القومي ودور بيشمركة – روز – ويرى آخرون أن هذه نظرة أحادية الجانب تدفع نحو انعزالية الكرد عن الشأن الوطني وكرد سوريا ليسوا في جزيرة معزولة يرتبط مصيرهم عضويا مع مايحصل في سوريا مستقبلا ولاتنسوا أننا 15% من سكان البلاد ومناطقنا ليست مرتبطة ببعضها وهناك تداخل مع العرب والمكونات الأخرى والسؤال : هل بمقدور الكرد السوريين عمليا اعلان دولة مستقلة وهو حق مشروع حسب مبدأ حق تقرير المصير ؟ وحتى لو تم ذلك على سبيل الافتراض فهناك تداخل وتعايش وتبادل اقتصادي لايمكن الاستغناء عن الشركاء عبر التاريخ مازالت القضية الكردية السورية بأمس الحاجة الى نوع من التوازن بين القومي والوطني سبق وقلنا أن أي حل للقضية الكردية غير ممكن الا بتوفر ثلاثة شروط : الأول اجماع كردي على صيغة الحل ثانيا توافق وطني مع الشركاء على الحل المنشود ثالثا توفر النظام الديموقراطي ليضمن الحل أما بيشمركة – روز – فهم جزء من بيشمركة كردستان العراق تدريبا وتمويلا وتأهيلا وتثقيفا ويتبع لقيادة الاقليم ويحارب – داعش – حاليا ويصون أمن وسلامة الاقليم ومابعد داعش هناك أخطار وتحديات أخرى هناك ومن واجبهم الدفاع عن المكاسب القومية في كردستان العراق من غير المعتقد أن بيشمركة – روز – مرشح ليكون ضمن معادلات الصراع في الساحة الكردية السورية حتى اللحظة ولكن ماذا يحصل في المستقبل غير معلوم.
3 – يخشى البعض أن يكون المشروع بمثابة حلم صعب التحقيق بسبب دور قوى أخرى على الساحة من النظام الى الأطراف الحزبية الكردية والمعارضة السلفية والاخوان ويجيب آخرون طبعا المشروع حلم جميل سيتحول الى واقع ان تمت الخطوات المرسومة كماذكرنا سابقا وكل الأطراف المذكورة ليست في وضع طبيعي كلها ضعيفة ومحدودة التأثير في الصراع الدائر فقط هناك الحراك الشبابي زائدا المستقلون وسائر الوطنيين الكرد هم من يشكلون الكتلة التاريخية التي نعول عليها والمشروع بالأساس يتناول الجانب الكردي ويسعى الى اعادة بناء وتعزيز الحالة الكردية من الأساس وهو مشروع الحاضر والمستقبل قد يطول تبعا للظروف السائدة سوريا وكردستانيا واقليميا ودوليا لأننا محكومون بنتائجها .
4 – يتساءل البعض أليس المشروع بديلا لماهو قائم على الساحة الكردية ؟ ثم أن سوريا مقبلة على التقسيم لذلك علينا التركيز فقط على الجانب القومي وحق تقرير المصير ويرى آخرون أنه من الآن ونحن في بداية الطريق من الخطأ الادعاء بأننا البديل عن الجميع لأن تحقيق المشروع سيكون نقطة تحول في تاريخ الحركة وسيعبر شرعيا عن المشروع القومي والوطني الكردي ولاننسى أننا نحتاج الى كسب قواعد وجمهور الأحزاب القائمة ايضا صحيح لسنا بصدد اعلان حزب لنكون بديلا عن حزب آخر ولكننا حركة واسعة شاملة أما الوضع السوري فليس بصدد التقسيم لأن الدول الراعية والمحتلة والمقررة تجمع على وحدة سوريا أرضا وشعبا قد يتم وضع لامركزية واسعة على مستوى المحافظات ومصير الكرد مرتبط بمدى امكانية توحيد الصف الكردي وخطابه ومطالبه وهذا مانسعى اليه من خلال اعادة البناء والمؤتمر القومي المنشود .
5 – يؤكد البعض على ضرورة أن يكون تمويل المشروع ذاتيا وبعيدا عن عقلية الأحزاب والأجندات الخارجية ويجيب كثيرون أن هذا كلام سليم ودقيق وعلينا وفي هذا المجال الاستفادة من تجارب أحزابنا الكردية جميعها وكذلك أطياف المعارضة السورية والفصائل وما حل بها من فقدان القرار المستقل والتشرزم والانقسام بسبب المعونات الخارجية المشروطة طبعا فلنتحمل بعض الأعباء في المرحلة الأولى وهي ليست ثقيلة جدا وبعد اتمام الخطوات المرسومة سيتغير الوضع نحو الأفضل حسبكل التقديرات .
6 – يطالب البعض بتوضيح الجانب التنظيمي من المشروع ويجيب آخرون بأنه كما هو مرسوم ومتفق عليه الخطوة الأولى عقد لقاءات تشاورية مع مناقشة المشروع بقسميه القومي والوطني ومتابعة الأحداث ثم الانتقال الى انتخاب لجان المتابعة في كل منطقة ( الوطن طبعا ثم مناطق الشتات في اقليم كردستان وأوروبا وتركيا والامارات ولبنان …) والخطوة التالية عقد لقاء بين أعضاء لجان المتابعة لدراسة الوضع والوصول الى نتائج نقاشات البرنامج ثم انتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الوطني لتقوم بالتحضير والاعداد وسيتقرر كل شيء بذلك المؤتمر المنشود .
7 – يتساءل البعض حول خطة العمل وأدوات المشروع ومصير حاملي المشروع ويجيب آخرون بأن قسما من الاجابة تم سابقا وأننا بأمس الحاجة الى شرح المشروع عبر الاعلام والكتابة والتصريحات لنكون دوما بين الجمهور الكردي أما مصير أعضاء لجان المتابعة واللقاءات التشاورية فمتعلق بقرارات المؤتمر حول ماذا بعد المؤتمر ؟ حركة سياسية أم تجمع جبهوي أم أي اطار آخر وحين ذلك سيتوضح موقع ودور الأعضاء تنظيميا وسياسيا .
8 – يواصل البعض التحقق من آليات عمل المشروع والنظام الداخلي والعلاقة مع الأطراف الكردية ويجيب آخرون أنه سيتم تحضير مشروع النظام الداخلي قبل عقد المؤتمر وعلينا بالمزيد من التساهل والتجانس وقبول أعضاء الأحزاب في لقاءاتنا وبدون حساسية فنحن وهم في مركب واحد خاصة اذا قبلوا مبدأ اعادة البناء والشعور بأن قيادات أحزابهم ليست بمستوى المسؤولية القومية والوطنية وليس لديها أي مشروع قومي ووطني ومنذ البداية نقول ونكرر أن قواعد الأحزاب هي جزء من المشاركين بالمؤتمر المنشود .
وهكذا فان الحوار مستمر وكل أماكن التواجد الكردي السوري بصدد عقد اللقاءات التشاورية سعيا وراء التوصل الى برنامج سياسي مدروس ومناسب وتوفير شروط عقد المؤتمر القومي – الوطني من أجل اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية .
Comentarios