صلاح بدرالدين: كلنا شركاء
بعد انعقاد اللقاء التشاوري الثاني – بدوسلدورف – ألمانيا في 30 – 7 بشأن ” اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – ” ونشر بيانه الصحفي ظهرت في صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الاعلامية مداخلات وتعليقات ووجهات نظر مختلفة تنم بنهاية الأمر عن اهتمام الكرد السوريين بمصير حركتهم الوطنية ومستقبل شعبهم في ظل الأوضاع المأساوية والكارثية الراهنة وتدل على الاهتمام بهذه المبادرة التجديدية الانقاذية المستندة بخطواتها الأولى على التشاور والنقاش ولأن القائمين عليها يدعون الى الحوار الصريح ويعتمدون على آراء ومقترحات النخبة والجمهور الواسع من الوطنيين للوصول الى الحقيقة فانهم يرحبون بكل الملاحظات وبناء على ذلك فانني أنشر في هذه العجالة الحوار السريع التالي مع الناشط القانوني الصديق موسى موسى :
– الأستاذ صلاح بدرالدين المحترم رأيي المقتضب حول سعيكم في (بزاف- نحو إعادة بناء الحركة الكردية) بادرة جيدة في تحريك الشارع الكردي عن طريق مجموعات هنا ومجموعات هناك بقصد تأسيس جسم سياسي كونه حق من حقوق الانسان وخاصة في غياب قانون ينظم العمل السياسي في سوريا أو بالأحرى في حالة أصبح فيها يد الاجرام منفلتة على الشعب من قمة هرم الدولة، كما لا يجوز لفرد أو مجموعة من الأفراد المنظمين في هيكل سياسي أن يحتكروا العمل السياسي بحجج واهية.
الاستاذ صلاح إن الحركة الكردية برأيي لا تحتاج الى إعادة بناء لا ذاتياً ولا موضوعياً وخاصة ان سعيكم لا يتطابق مع إعادة البناء بل هو سعي لبناء جديد ولا مشكلة في ذلك في القانون والسياسة وإنه عمل شرعي يتطابق وقواعد القانون الدولي، كما ان إعادة البناء يعني هدم المنظمات القديمة والبناء فوق أطلالها وهذا ايضاً لا يتطابق مع العنوان الذي تتحركون في ظله( إعادة البناء) لهذا كله أرى شخصياً ضرورة تغيير العنوان الذي تتحركون في ظله وتبديله بعنوان آخر لكي يتطابق العمل مع الاسم .
– صلاح بدرالدين: اهلا اخي موسى مسالة بناء او إعادة بناء حركات سياسية في مناطق شعوب التحرر الوطني المحطمة من الاستبداد الدولتي والمنظمات العسكريتارية لاتخضع لسلطة القانون الدولي ومسعى إعادة البناء لايتعارض بتاتا مع جوهر ذلك القانون ببساطة إعادة البناء تعني تحديث البرنامج السياسي وتجديد القيادة وتبديل السياسات ( عوامل ذاتية ) والتواصل والتفاعل مع المحيط الوطني والكردستاني والإقليمي والدولي وتطويع تلك المعادلة لمصلحة إعادة البناء ( عوامل موضوعية ) كل ذلك يتم في سيرورة تاريخية قد تطول ونحن لسنا بعجلة من أمرنا لأن القضية السورية تحتاج الى عقود لحلها والمحيط الإقليمي مقبل على تبدلات عميقة وطويلة الأمد مع شكري لمروركم .
– استاذ صلاح المحترم ان تأسيس منظمة سياسية أو مدنية يتطابق مع قواعد القانون الدولي بمعنى ان من حق أي انسان تأسيس مايريده بعكس ما يراه البعض بأن زيادة عدد المنظمات لها مضارها أكثر من فائدتها وهذا ما أقصده من القانون الدولي لذلك ليس من الخطأ تأسيس منظمة جديدة ولكن إعادة البناء المتهالك سيكون متهالكاً حتماً لأنه لا فائدة في التجديد والتحديث والانبعاث. رأيي هو الإعلان عن منظمة سياسية جديدة بفكر جديد وأشخاص جدد وأسلوب جديد وليس بناء القديم وتحديثه مع المودة
– صلاح بدرالدين: عزيزي أستاذ موسى البنية الأساسية للحركة الوطنية الكردية لم تتهالك بالكامل اذا اعتبرنا ان تلك الحركة لاتقتصر على المؤسسة الحزبية فقط بل تشمل الجمهور الواسع من مستقلين ووطنيين من كل الطبقات الاجتماعية ومبدعين من أطباء ومهندسين ونساء ومحامين والجيل الشاب الذي شارك قسم منه في الاحتجاجات السلمية والتظاهرات بداية الانتفاضة السورية وسجن بعضهم وعذبوا وخبروا الحياة السياسية عندما نقول إعادة البناء نقصد تجاوز العقلية الحزبية وتنظيم الطاقات الخلاقة المعطلة قسرا وإعادة تنظيم الكتلة التاريخية من جديد وعمودها الفقري الشباب والوطنييون المستقلون وببرامج جديدة وقيادات شابة جديدة مايتعلق الأمر بأمثالي من الجيل القديم حيث اعمارنا لاتساعد على أن نتصدر الصفوف من واجبنا تقديم المشورة وتسخير الخبرة لخدمة المشروع مع تقديري لكم .
وفي شأن متصل وبدوافع مغايرة غير بعيدة عن التشكيك طرح موالون لأحزاب كردية بالمجلسين :
( بزاف هل هو اعادة بناء الحركة الكردية أم اعادة بناء الاتحاد الشعبي ؟ منظمة سوز ومشروع بزاف وحضور الرفاق القدامى هي اعادة اتحاد الشعب وليس اعادة تاهيل الحركة الكردية ).
وجوابنا على هؤلاء :
الحركة الوطنية الكردية السورية مترابطة تاريخيا منذ – خويبون – في ثلاثينات القرن الماضي مرورا بانبثاق الجمعيات والنوادي والتجمعات وانبثاق – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا – وظهور قضايا الخلاف والأزمة المستعصية وحسمها في كونفرانس الخامس من آب عام 1965 كتحول تاريخي عميق فكري وسياسي وثقافي في مسيرة الحركة وانتهاء بهبة 2004 واندلاع الانتفاضة الوطنية السورية وحتى الآن ومتكاملة وان لم يكن بخط مستقيم بين مرحلة وأخرى وتفاعلت مع الأحداث الداخلية والمحيطة .
أما منظمة – سوز – الشبابية التي تصدرها ناشطون واجهوا الموت والسجون والمعتقلات ومثيلاتها من تنسيقيات وحراك شبابي كردي ثوري فلهم جميعا الفضل في تجسيد وتفعيل التقاليد الثورية في الحركة الوطنية الكردية بعد أن خذلتها القيادات الفاشلة للأحزاب الكردية المنتهية الصلاحية وتفاعلوا مع ثورة الشباب المندلعة بكامل الأراضي السورية وطرحوا قضيتهم ورفعوا شعاراتهم ضمن اطار الحراك الوطني العام .
حضور مناضلون قدامى في فعاليات ” اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية – بزاف ” أمر بغاية الأهمية ولن تكتمل بنية الحركة الا بالتصالح بين الأجيال والتعاون بين القديم والجديد .
وهكذا وبكل اعتزاز نقول أن اللبنة الأساسية والأولى في اعادة البناء تتوفر فيها شروط الاستمرارية والنجاح لانها تجمع بين : المؤمنون بالثوابت المبدئية منذ خويبون وقيام أول حزب والجوانب المشرقة في الحركة الكردية خصوصا في وثائق الخامس من آب والوطنييون المستقلون وبينهم من ابتعد عن التنظيمات الحزبية منذ ( فتوحات ) محمد منصورة وخيرة نشطاء الحراك الشبابي من النساء والرجال وكل هذا لايزيدنا الا المزيد من التصميم والاصرار لانجاز المهام المطروحة .
Comentarios