ايتها السيدات وايها السادة الكرام:
تسعى بعض القوى الاقليمية والدولية في هذه الظروف العصيبة و المصيرية و بخطى حثيثة و متسارعة على تشتيت القضية الكردية و قواها الموجودة على الساحة الكوردستانية و تهميشها في المنابر الدولية و تحيديهم عن المشاركة في مراكز القرار الدولية و منابرها و الحيلولة للاستغناء عنهم و مشاركتهم في ايجاد حل عادل للأزمة السورية و ذلك بغية القضاء على القضية الكوردية برمتها .
ولكنه في الجهة المقابلة لهذا الصراع المصيري و الازلي انبثقت من صفوف الكورد حركات تحررية متعددة و شخصيات وطنية و قيادات مختلفة في نهجها و سلوكها فقد فرزت الحركة الكردية منذ بداية انطلاقتها الكثير من القادة والمفكرين السياسين الكورد البارزين و الذين يتميزون بالحنكة السياسية والقدرة على تحليل وقائع الاحداث و مجرياتها واستقراء ما يجري خلف كواليسها .
و في طليعة هؤلاء المفكرين السياسين الذين برزوا على الساحة الاقليمية و الدولية و كان لهم بصمات تاريخية و باع طويل في سياق العمل السياسي الاستاذ صلاح بدر الدين : الذي تربطني به علاقة اخوة و صداقة منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن فخلال مسيرة نضاله السياسي و بحكم العمل النضالي المشترك فيما بيننا في رابطة كاوا للثقافة الكوردية في المانيا و ضمن الإطار التنظيمي و السياسي الذي كان في رئاسته آنذاك أستطيع أن أؤكد وابدي وجهة نظري حول شخصيته و ايديلوجيته لمن يراقب و يترصد عن كثب مشاريع هذا العملاق السياسي المخضرم فهو يعد من أكثر الشخصيات الوطنية السورية و الكوردية و الكوردستانية براعة و ابداعا و اخلاصا لمبادئه الوطنية السورية و القومية الكوردستانية .
و الذي يملك بحوزته الكثير من المشاريع الوحدوية و الاتحادية لجمع شتات القوى الوطنية والسياسية و الثقافية و الانسانية و الإجتماعية . و يعد المشروع الوطني الاخير الذي طرحه في الاونة الاخيرة خطوة مهمة وقفزة نوعية لإنقاذ مسار الحركة الوطنية الكوردية من الانحراف و الاندثار و توجهها نحو مسارها الصحيح .
و الذي يسعي فيه للحفاظ على وحدة الصف الوطني للشعب الكردي في سوريا و على سلامة وجوده ضمن مكونات النسيج السوري الواحد بكافة اشكاله و اطيافه مخمدا بذلك نار الفتنة العنصرية المستعرة التي اشعلتها القوى الاستبدادية بين الكرد و العرب منذ الازل القديم . و رفض ان يكونوا قرابين و اضاحي لهذه الانظمة الاستبدادية و حلفائها و اعتبار الكرد جزئا لايتجزئ من الشعب السوري فقطع بذلك الطريق على هذه الانظمة الاستبدادية و بعض الاطراف الكردية المغامرة و التي استخدمتها هذه الانظمة مطية تمتطيها متى تشاء و اسفينا تدق به لحمة الصف الوطني الكردي بغية تحقيق اهدافها و مصالحها .
و كما دعا الى عقد اجتماع عام باسم المؤتمر القومي – الوطني لكرد سوريا مناشدا فيه جميع القوى الوطنية و المعنيين بالملف السوري للعودة قليلا الى الوراء و اعادة النظر لمجريات الاحداث التي جرت في سوريا و استقراء الواقع لاستخلاص البرامج و الخطط اللازمة لترسيخ وحدة الصف الداخلي على الأسس الجبهوية لنيل الاستحقاقات و تعزيز العلاقات الكردية العربية ضمن اطار كفاح الشعب .
كما دعا الاحزاب و التنظيمات الكردية المتواجدة على الساحة الكوردية لتوحيد الصف الداخلي و نبذ الاقتتال الداخلي فيما بينها و عدم اسقصاء او تهميش اي فصيل عن دوره الفعال في عملية البناء المستقبلية و تنظيم القوى الشبابية المشتتة و حشدها و اعادة تنظيمها و هيكليتها و تعزيز مكانتها الاجتماعية و القيادية بغية مساهمتهم في اعادة البناء وفق صياغة جديدة للبرنامج السياسي الوطني الكردي و عودة الكرد السوريين الى موقعهم الطبيعي للمشاركة في بناء سوريا الحديثة و السعي لنيل حق تقرير المصير للشعب الكوردي وفق اسس حضارية وديقراطية يشهد لها العالم برمته .
ودعا جميع القوى الوطنية و الكوردية و الاقليمية الى ضرورة السعي للمساهمة في انجاح مشروعه الوطني الكردي لانقاذ الكورد من متاهات هذه الانظمة و الاعيبها و المساهمة في بناء سوريا الجديدة ذات الطابع التعددي .
و في الختام كل الشكر و التقدير لكل من ساهم في اغناء هذا اللقاء وسعى الى المشاركة فيه و ابداء الراي في كل ما هو مفيد وفعال لدعم المشروع الوطني للشعب الكوردي في سوريا و وحدته الوطنية. واخص بالذكر الدكتور ابراهيم خليفة ….. والاستاذ شبال ابراهيم … علما بانه كان من دواعي سروري المشاركة في هذا اللقاء و التفاعل معه عن قرب و لكن عملية القلب المفتوح التي اجريتها منعتني من المثول بينكم راجيا لكم التوفيق في كل اعمالكم ….
و هذا أتمنى لكم الموفقية في عملكم و نضالكم و دمتم سالمين اخوكم .. خالد حسو .. المانيا 04.02.2017
Comments